وزارة الإعلام وحدها لن تنشط السياحة واستثماراتها ؟!

وجهة نظر – يكتبها صالح ناصر الصالح
هل تستطيع الكويت ان تكون دولة سياحية في المستقبل القريب؟ سؤال يطرحه معظم الناس في الكويت وسط الصراعات السياسية الدائرة بين حين وآخر، وتيار اسلامي «متشدد» يقف حجر عثرة امام متطلبات السياحة التي يجب ان تواكب متغيرات العصر الحديث ولكن بحدود العادات والاداب العامة، فالكويت تمتلك رأس المال الوفير والمقومات التي تؤهلها بان تكون ضمن الدول السياحية في العالم إذا تضافرت الجهود والامكانات وان تفتح الدولة الطريق امام القطاع الخاص لتستثمر طاقاتها في القطاع السياحي، حتى نرى فعلا بان هناك نية حكومية لجعل الكويت دولة سياحية جاذبة، بيد ان كثيرين من الناس من مواطنين ومقيمين يرمون اللوم على الاسلاميين بانهم السبب في تعطيل السياحة في البلاد، ناهيك عن اتهامهم بانهم السبب بنشوب صراعات سياسية تؤدي إلى تأخير تطوير البلاد، لدرجة انهم اتهموا البعض بانهم جعلوا كل شيء ممنوعا!
باعتقادي ان الحكومة هي المسؤولة عن تأخر المشاريع التنموية والسياحية في البلاد، ونريد في هذا الجانب ان نسأل عن سبب تأخير تنفيذ المشاريع بعقود «BOT»؟ وما آلت اليه الاوضاع في القطاع السياحي، ثم ما دور المكاتب السياحية التي تقدر بالعشرات في تنشيط السياحة وجلب الزائرين، وما دور شؤون السياحة التابع لوزارة الاعلام؟ الا تعتبر الدولة هي المتهمة في تأخر النشاط السياحي في الكويت ام ان الحكومة سرعان ما تستسلم للصراعات السياسية والخلافات المؤدية إلى وقف اعمالها السياحية؟ نعم فالعديد من الدول الخليجية والعربية قد تجاوزتنا واستطاعت ان تخطو خطوات تنموية في القطاع السياحي، والذي يعتبر من اهم القطاعات لما له من اهمية في استقطاب السائحين والزائرين من جانب ويساعد على تنمية الاقتصاد من جانب اخر، فضلا عن خلق اكبر نسبة من فرص العمل لجميع الجنسيات للقضاء على البطالة.
ان كانت الحكومة جادة في تنفيذ الرغبة السامية لصاحب السمو امير البلاد الشيخ مشعل الاحمد (حفظه الله) لجعل الكويت مركزا ماليا وتجاريا امام العالم، لماذا تتقاعس الدولة عن انشاء هيئة عامة مستقلة للسياحة لتكون هي الجهة المسؤولة عن اي نشاط سياحي في البلاد، ولماذا ألحق قطاع السياحة بوزارة التجارة والصناعة بعد ان كان تابعا لوزارة الاعلام؟ ثم أعيد ليلتحق كما السابق بوزارة الإعلام كما أنني اتساءل عن سبب تكاسل المسؤولين عن تطوير العمل السياحي في فصل الصيف اثناء العطل الرسمية في البلاد!، هل الدول المجاورة لنا هي افضل حالا منا، ام ان امكاناتهم تختلف عنا كثيرا؟ ام ان الاقتصاد القومي الحالي وتذبذب احواله قد اثر فينا سلبا وجعل حلم بناء المشاريع السياحية لا يتحقق في البلاد؟ إلى متى ستظل حركة بناء الفنادق الضخمة ضعيفة، والى متى سنواجه صعوبة اجراءات الدخول للسياح والزائرين في البلاد، والى متى ستظل اسعار الاقامات في الفنادق الكويتية في تصاعد مستمر؟ اين عناصر وسبل جذب الزائرين ورجال الاعمال إلى الكويت؟ كما أنني اتساءل عن دور الحكومة في عدم تطبيق الخطة الاستراتيجية للسياحة في الاعوام المقبلة، الا يجب على الدولة ان تعيد النظر في دراسة وضع السياحة «التعيس» في الكويت رغم الامكانات والقدرات؟ واين دور شركات الاستثمار والافراد المستثمرين باحياء مشاريع سياحية جديدة في باقي اراضي الكويت، واين دور مجلس الامة في اقرار بعض التشريعات الاصلاحية للسياحة والاقتصاد؟
حقيقة اسئلة كثيرة تراودني، للاسف، لا اجد الاجابة الوافية عنها لترجمة توجهات صاحب السمو حفظه الله الذي اعلن اكثر من مرة «ان خيار الكويت لجعل السياحة قطاعا مزدهرا هو خيار استراتيجي لا رجعة فيه ، ولكننا للاسف لا نرى اهتماما حقيقيا من مسؤولي الدولة لترجمتها إلى افعال، فالكويت اصبحت دولة طاردة للسياحة واصحاب رؤوس الاموال الكبيرة اصبحوا يستثمرون اموالهم خارج اوطانهم، الامر الذي جعل ابناء البلد انفسهم غير مقتنعين بقضاء اجازاتهم الصيفية في البلاد، وعلينا الا نلومهم، فالجميع يسعى نحو الافضل.
وفي الختام أقو إن وزير الإعلام الأخ عبد الرحمن المطيري وحده منفرداً لا يمكن أن يطور السياحة في البلاد لأان السياحة مشاريع واستثمارات وأراضي وفيز وتأشيرات دخول وامكانات ضيافة غلي اخره وفي الأول والأخير السياحة تسويق داخلى وخارجي لذا علينا أن نلحق بجيراننا وعلينا تقع المسئولية لتحويل الكويت للاستثمار والتسويق للسياحة